Page 144 - web
P. 144

‫مقالات وآراء‬

                 ‫ما تأثير الهجرة في‬
‫توجهات النظام الدولي الجديد؟‬

‫بدأت موجات الهجرة من وإلى دول العالم بصورة شرعية وغير شرعية‬                 ‫بالتعاون مع صحيفة‬
‫في السنوات الأخيرة نتيجة مجموعة من العوامل الرئيسة التي تشجع على‬
‫الخروج من دول إلى دول أخرى مع استمرار حالات عدم الاستقرار السياسي‪،‬‬          ‫طارق فهمي كاتب وأكاديمي‬

                   ‫والبحث عن فرص للعمالة‪ ،‬والسعي وراء حياة أفضل‪.‬‬                                     ‫‪144‬‬
‫وفي ما يتعلق بهجرة بعض الدول العربية إلى الخارج‪ ،‬فقد هاجر ‪32.8‬‬
‫مليون شخص‪ ،‬أو أجبروا على النزوح من البلدان العربية في الأعوام الأخيرة‪،‬‬
‫ويمثل اللاجئون من حيث عددهم مجموعة بارزة‪ ،‬إذ بلغت نسبة اللاجئين‬
‫القادمين من بلدان عربية ‪ 43‬في المئة من مجموع اللاجئين المشمولين‬

                                              ‫بولاية مفوضية اللاجئين‪.‬‬

                                                       ‫ضوابط حاكمة‬
‫الواضح أن مسألة الهجرة يحكمها العديد من الأسباب‪ ،‬أهمها البعد‬
‫الأمني والاقتصادي‪ ،‬إضافة إلى الفرص التي توفرها الدول الكبرى لأنماط‬

                           ‫المعيشة والحياة الرغدة‪ ،‬وهناك حالات عدة‪.‬‬
‫أولها‪ :‬الدول الجاذبة التي تفتح أبوابها لأصحاب المواهب والإمكانات‬
‫والقدرات الخاصة التي تحتاج إليها أسواق العمل‪ ،‬إضافة إلى مسعاها‬
‫للاستفادة من أفضل العناصر البشرية‪ ،‬وتعتمد الولايات المتحدة والدول‬
‫الأوروبية على جذب هذه العناصر بخاصة أنها بدأت هذه السياسة مبكرًًا‬
‫وأصبحت هذه الدول جاذبة في نمط التعامل والانتقال أو الهجرة إليها‪،‬‬
‫وهذه الدول وضعت ضوابط ومعايير صارمة لذلك‪ ،‬ولكنها تتم بأساليب‬
‫عدة‪ ،‬منها تنظيم وقائع الهجرة عبر قواعد ونظم وتشريعات ناظمة‪،‬‬
‫إضافة إلى عملها عبر سلسلة من الإجراءات المتعددة منها موضوع‬
‫الهجرة العشوائية والهجرة الدورية وغيرها‪ ،‬ولعل التشريعات الأوروبية‬
‫متباينة في هذا الإطار‪ ،‬ولكنها في النهاية باتت مقيدة للمواطن خارج‬
‫أوروبا بخاصة العناصر الواردة التي تمثل عبئًًا حقيقيًًا على الداخل الأميركي‬
‫أو الأوروبي‪ ،‬ولعل هذا يفسر توتر العلاقات بين الولايات المتحدة ودول‬
‫جوارها وحائط الحدود مع المكسيك وكيفية توظيف الأمر سياسيًًا‬

                                                            ‫واقتصاديًًا‪.‬‬
   139   140   141   142   143   144   145   146   147   148   149